بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

25 شوال 1445ھ 04 مئی 2024 ء

دارالافتاء

 

حکم تعلیق التعاویذ والتمائم فی العنق


سوال

عندي سؤال حول الناس في معاشرتنا ، يسمّون أنفسهم بمشايخ، وذوي طريقة، (پير صاحب) وبعضهم ينسبون أنفسهم إلي أهل بيت، يلبسون لباس العلماء، يكتبون للناس الرقية والتعاويذ،ويقرءون عليهم الأوراد المأثورة لرفع الأمراض وأثر الجن ، و يأخذون منهم العِوض شهرياً إما الفلوس أو الضأن أو البقرة أو الدجاجة بألوان مختلفة وإن لم یعطوا هذه الرسوم المذكورة شهرياًّ، يعود المريض إلى حالته السابقة وتظهر عليه آثار الجن، فلذلك الناس الذين يذهبون إليهم للمعالجة، یجبرون على إعطاء رسومهم شهرياً؛ فهل لهذه الأعمال أصل في الشريعة الغراء؟ وهل يمكن في الشرعية أن يعلق تأثير التعاويذ والرقية إلى وقتٍ معيِّنٍ بحيث كلما إذا انتهى وقتها فيزول أثر تلك التعاويذ والرقية فعلى المرَضى أن يجددوا التعاويذ والرقية بمقابلة الرسوم المعينة؟ وإن لم يكن لهذه الأعمال أصل فكيف تقدر هذه الشيوخ؟ و من أين یتمکنون على توقيت أثار الرقية؟ وكيف يعود المريض إلى حالة سابقة بمضي الوقت؟

جواب

إذا کان المسلم یستطیع أن یقرأ الآیات القرآنیة والأوراد المأثورة لرفع الأمراض وأثر الجن فینبغی له أن يقرأها بنفسه، لكن لابأس مع ذلك بتعليق التمائم و التعاويذ، لأن لها أصل في الشريعة کما کان عبد اللّٰه بن عمرو رضي اللّٰه عنه یعلم الکلمات من الفزع من عقل من بنیه، و من لم یعقل کتبه فأعلقه علیه و لمن يكتب تلك التمائم أخذ الأجرة لكتابتها بشروط تالية: 

الأول: الکلمة التي تعلق فی العنق تكون مأثورة من النصوص الشريعة أو لھا معنی صحیحا۔

والثاني: أن لاتکون مشتملة على کلمة شرکیة مثلا الاستمداد والاستعانة بغيراللہ۔

والثالث: أن لایعتقد بتأثیرہ تاثيرا ذاتیا۔

والرابع: أن لایرتکب عند الاستعمال والمعالجة عملا غیرشرعی مثلا الاختلاط بالنساء الأجنبیة ۔ 

أما الصفة التي ذکرت في السوال (أخذ العِوض شهرياً إما الفلوس أو الضأن أو البقرة أو الدجاجة بألوان مختلفة وعود المريض إلی حالته السابقة وظهور آثار الجن عليه، و إجبار الناس على الذهاب إليهم للمعالجة، و إعطاء رسومهم شهرياً لتأثير التعاويذ والرقية إلی وقتٍ معيِّنٍ) فھي لاتجوز۔

کما في الصحیح البخاري:

"عن ‌أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب، فلم يقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق، فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيعا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ، فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك وقال: وما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي بسهم."

(کتاب الطب، باب الرقی بفاتحة الکتاب جلد7 ص: 131 ط: السلطانیة بالمطبعة الکبري الأمیریة ببولاق مصر)

وفي فتح الباري:

"وقد أجمع العلماء ‌على ‌جواز ‌الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى واختلفوا في كونها شرطا والراجح أنه لا بد من اعتبار الشروط المذكورة."

(کتاب الطب، باب الرقى ج:10 ص: 195 ط: دارالمعرفة)

وفي بذل المجهود :

"وفي الحديث أعظم دليل على أن يجوز الأجرة على الرقي والطب، كما قاله الشافعي ومالك وأبو حنيفة وأحمد."

(کتاب الطب، باب کیف الرقی ج:11 ص: 627 ط: مرکز الشیخ ابی الحسن الندوی للبحوث و الدراسات الاسلامیة ، الهند)

وفي رد المحتار:

"لأن المتقدمين المانعين الاستئجار مطلقاجوزوا الرقية بالأجرة ولو بالقرآن كما ذكره الطحاوي؛ لأنها ليست عبادة محضة بل من التداوي."

(کتاب الإجارۃ، باب الإجارۃ الفاسدۃ ج: 6 ص: 57 ط: دارالفکر)

وفي تنقیح الفتاوی الحامدیة :

"وأما حديث «الرهط الذين رقوا لديغا بالفاتحة وأخذوا جعلا فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله» فمعناه إذا رقيتم به كما نقله العيني في شرح البخاري عن بعض أصحابنا وقال إن الرقية بالقرآن ليست بقربة أي؛ لأن المقصود بها الاستشفاء دون الثواب."

(کتاب الإجارۃ ج:1 ص: 128 ط: دار المعرفة)

وفی مرقاة المفاتيح:

"وأما ما كان من الآيات القرآنية، والأسماء والصفات الربانية، والدعوات المأثورة النبوية، فلا بأس، بل يستحب سواء كان تعويذاً أو رقيةً أو نشرةً، وأما على لغة العبرانية ونحوها، فيمتنع؛ لاحتمال الشرك فيها".

(کتاب الطب والرقی، الفصل الثاني،ج:7،ص: 2880، رقم الحدیث:4553، ط: دار الفکر بیروت)

وفیه أیضاً:

"(أو تعلقت تميمة) : أي: أخذتها علاقة، والمراد من التميمة ما كان من تمائم الجاهلية ورقاها، فإن القسم الذي اختص بأسماء الله تعالى وكلماته غير داخل في جملته، بل هو مستحب مرجو البركة، عرف ذلك من أصل السنة، وقيل: يمنع إذا كان هناك نوع قدح في التوكل، ويؤيده صنيع ابن مسعود -رضي الله عنه - على ما تقدم".

(کتاب الطب والرقی، الفصل الثاني،ج:7،ص:2881، رقم الحدیث:4553،ط: دارالفکر بیروت)

وفي رد المحتار:

"[فرع] في المجتبى: التميمة المكروهة ما كان بغير العربية. (قوله: التميمة المكروهة) أقول: الذي رأيته في المجتبى: التميمة المكروهة ما كان بغير القرآن، وقيل: هي الخرزة التي تعلقها الجاهلية اهـ فلتراجع نسخة أخرى. وفي المغرب: وبعضهم يتوهم أن المعاذات هي التمائم، وليس كذلك! إنما التميمة الخرزة، ولا بأس بالمعاذات إذا كتب فيها القرآن، أو أسماء الله تعالى، ويقال: رقاه الراقي رقياً ورقيةً: إذا عوذه ونفث في عوذته، قالوا: إنما تكره العوذة إذا كانت بغير لسان العرب، ولا يدرى ما هو، ولعله يدخله سحر أو كفر أو غير ذلك، وأما ما كان من القرآن أو شيء من  الدعوات فلا بأس به اهـ قال الزيلعي: ثم الرتيمة قد تشتبه بالتميمة على بعض الناس: وهي خيط كان يربط في العنق أو في اليد في الجاهلية لدفع المضرة عن أنفسهم على زعمهم، وهو منهي عنه، وذكر في حدود الإيمان أنه كفر اهـ. وفي الشلبي عن ابن الأثير: التمائم جمع تميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام، والحديث الآخر: «من علق تميمة فلا أتم الله له»؛ لأنهم يعتقدون أنه تمام الدواء والشفاء، بل جعلوها شركاء؛ لأنهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم وطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى الذي هو دافعه اهـ ط وفي المجتبى: اختلف في الاستشفاء بالقرآن بأن يقرأ على المريض أو الملدوغ الفاتحة، أو يكتب في ورق ويعلق عليه أو في طست ويغسل ويسقى.وعن «النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوذ نفسه». قال - رضي الله عنه -: وعلى الجواز عمل الناس اليوم، وبه وردت الآثار".

( کتاب الحظر والإباحة، ج:6 ،ص:363، ط: سعید)

وفي سنن أبي داؤد:

"عن عمرو بن شعیب عن أبیه عن جده رضي اللّٰه عنه أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه وسلم کان یعلمهم من الفزع کلمات: أعوذ باللّٰه بکلمات اللّٰه التامة من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشیاطین وأن یحضرون، وکان عبد اللّٰه بن عمرو رضي اللّٰه عنه یعلمهن من عقل من بنیه، ومن لم یعقل کتبه فأعلقه علیه". 

(ج:2 ،ص543،ط:مطبع دیوبند)

فقط واللہ اعلم


فتوی نمبر : 144501102472

دارالافتاء : جامعہ علوم اسلامیہ علامہ محمد یوسف بنوری ٹاؤن



تلاش

سوال پوچھیں

اگر آپ کا مطلوبہ سوال موجود نہیں تو اپنا سوال پوچھنے کے لیے نیچے کلک کریں، سوال بھیجنے کے بعد جواب کا انتظار کریں۔ سوالات کی کثرت کی وجہ سے کبھی جواب دینے میں پندرہ بیس دن کا وقت بھی لگ جاتا ہے۔

سوال پوچھیں