بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

11 شوال 1445ھ 20 أبريل 2024 ء

الشيخ محمد يوسف البنوري -رحمه الله-

الشيخ محمد يوسف البنوري -رحمه الله-

هو السيد محمد يوسف بن محمد زكريا بن مير مزمل شاه بن مير أحمد شاه بن مير موسى بن غلام حبيب بن رحمت الله بن عبد الأحد بن حضرت محمد أولياء بن السيد آدم البنوري، وينتهي نسبه إلى سيدنا علي -رضى الله عنه-، وكان -رحمه الله- من السادات.

مولده وموطنه:

ولد -رحمه الله- ليلة الخميس، السادس من ربيع الآخر وقت السحر سنة ألف وثلاثمائة وعشرين هجرية الموافق سنة ألف وتسعمائة وثمانية ميلادية في قرية "مهابت آباد" من مديرية مردان، وكان جده الأعلى السيد آدم -رحمه الله- أقام في قرية ’’بنور‘‘ -بفتح الباء وضم النون من غير تشديد وسكون الواو- من مديرية أنباله (الهند)، ولذا تنسب هذه الأسرة الكريمة إلى "بنور"، و كان جد الشيخ -رحمه الله- السيد مير أحمد شاه. قد رزقه الله -تعالى- شهرة وحظا كبيرا من التقوى والصلاح، والأسرة البنورية جمع الله فيها كل أنواع الخير من العلم والتقوى وخدمة العلوم النبوية.

رحلته للعلم:

تعلّم القرآن الكريم والمبادئ على والده السيد محمد زكريا، وقرأ الكتب المتوسطة من الفنون المختلفة على علماء "بشاور" و"كابل"، ومن أكبر مشايخه في هذه الفنون: الشيخ عبد القدير اللمقاني الأفغاني -قاضى محكمة المرافعة في "جلال آباد" من بلاد "أفغانستان"-، وحضّه شوقه العلمي في الاستزادة من العلوم على السفر إلى الديار الهندية لالتحاقه بــ "جامعة دار العلوم ’ديوبند‘"، فالتحق بها سنة 1345هـ، وأكمل فيها الدراسة العليا.

وعند ما عزم الشيخ العلامة محمد أنور شاه الكشميري والشيخ المحقق شبير أحمد العثماني على الرحيل من دار العلوم ’ديوبند‘ ونزلا بالجامعة الإسلامية بـ"بدابيل سورت" تبعهما الشيخ البنوري وزملاؤه قضاء لواجبهما ووفاء لصلتهم بهما، وفي "الجامعة الإسلامية “هذه تخرج الشيخ البنوري، وعلى يدي الشيخ الكشميري أكمل دراسته لكتب الحديث.

هجرته إلى باكستان:

إن حِكَم الله تعالى عجيبة، ولا يمكن لبشر أن يبلغ كنهها، وقد سبقت المشيئة الأزلية أن يسافر هذا العالم الكبير إلى أرض "باكستان"، وينتفع بعلومه أهالي "باكستان"، فهيأ له أسباباً للهجرة، وألح عليه الشيخان شبير أحمد العثماني وبدر عالم المدني -رحمهما الله تعالى- للهجرة، فامتثالاً لأمرهما هاجر إلى "باكستان" في السادس عشر من يناير سنة 1951م.

مكانته العلمية ومناصبه:

وبما أن الله منحه ملكات في كل فن، ورزقه ذهناً وقاداً، وبصيرة ثاقبة، وعلماً وهبياً، وذاكرةً قويةً، وقدرةً على كل فن من العلوم الدينية، ومهارة تامة في التدريس والتصنيف، وكان كل ذلك يتجلى في كلامه وتدريسه وكتابه وخطابه، ووعظه وإرشاده، قدره أصحاب الفراسة وأرباب الإدارات العلمية، ولما كان شيخنا -رحمه الله- في "دابيل" عرض عليه مشايخه منصب الإفتاء، وكذا مسند تدريس القسم العالي في جامعة ديوبند الإسلامية.

ونظراً إلى أنه من أشهر تلاميذ الشيخ الكشميري -رحمه الله- الذي لازمه ورافقه، حتى صار أميناً لعلومه وشارحاً لثروته العلمية، واعترافًا لمكانته العلمية والمواهب الربانية انتخب مدرساً في الجامعة الإسلامية "بدابيل" في مقاطعة "بمباي" الهند بعد وفاة شيخه -رحمه الله- إلى أن صار فيها شيخ الحديث ورئيس المدرسين وعضو المجلس العلمي.

انتخب رئيساً لـ "جميعة العلماء" في إقليم "بشاور" فترة من الزمن لإنهاء اختلال الاستعمار سنة 1930م.

 انتخب رئيساً لـ"جميعة علماء الهند" في ولاية "غجرات" من مقاطعات "بمباي"، وكان عضواً بارزاً في "لجنة الأوقاف".

تولى رئاسة قسم التفسير في مستهل قدومه "باكستان" في مدينة "تندو الله يار" بالسند، وأيضًا كان عضواً بارزاً في "المجمع العلمي العربي" بدمشق كما تولى رئاسة "جمعية تحفظ ختم النبوة" بـ "باكستان".

مؤلفاته:

إن مؤلفات الشيخ -رحمه الله- كلها في العربية الفصحى بعبارة رائقة، وأسلوب بديع ما يجلب الأنظار، وفيما يلي عرض لمؤلفاته القيّمة عرضاً سريعاً:

1.بغية الأريب في مسائل القبلة والمحاريب.

2.نفحة العنبر في حياة إمام العصر الشيخ محمد أنور.

3.يتيمة البيان في شيء من علوم القرآن.

4.معارف السنن شرح جامع الترمذي، وهذا الكتاب يعتبر من أهم تأليفاته -رحمه الله.

5.عوارف المنن مقدمة معارف السنن.

6.الأستاذ المودودي وشيء من حياته وأفكاره.

7.فص الختام في مسألة الفاتحة خلف الإمام.

8.كتاب الوتر. 

وغيرها من الكتب القيمة.

وفاته:

توفي هذا العالم النحرير والمجاهد الكبير إثر نوبة قلبية عند حضوره لاجتماع في إسلام آباد وذلك: يوم الإثنين لتاريخ 3/11/1397هـ الموافق 17/10/1977م، وكانت جنازته مشهودة لم تُر لها نظيراً في ذلك العصر، فرحمه الله رحمةً واسعةً، وتقبل منه هذا السعي المبارك.